ما يحدث في غزة قاس وغير متكافئ، وحلقة العنف لن تنتهي إلا بالمفاوضات، هكذا قالت إحدى الصحف الفرنسية، ورأت صحيفة أخرى أن ما يحدث في غزة من قتل يحتاج إلى مبادرة من المجتمع الدولي توقف القتل في انتظار أن يتبوأ الرئيس الأميركي الجديد وظيفته.
قتل ثم قتل
تحت عنوان "ضحايا" كتبت صحيفة ليبيراسيون افتتاحية بدأتها بالقول إن الهجمات على غزة قاسية وغير متكافئة، مشيرة إلى أنه لا يوجد تعبير آخر يناسب الغارات المكثفة التي تقوم بها إسرائيل والتي ربما تتبعها عملية برية.
ورغم أن الصحيفة أعطت بعض الحق لإسرائيل في أنها مثل أي دولة أخرى لا يمكن أن تترك مواطنيها عرضة للصواريخ، فإن الصحيفة عادت لتقول إن القصف الذي بدأته إسرائيل يوم السبت والذي يعتبر الأكثر دموية منذ عشرات السنين قتل ما يزيد مائة مرة على من قتلوا منذ التهدئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كون معظم القتلى من شرطة حماس لا يبرر قتل وجرح عدد غير معروف حتى الآن من المدنيين والأطفال على الخصوص.
ونبهت الصحيفة إلى أن فضح قتل المدنيين أمر واجب، مشيرة إلى أن من يلجأ إلى العنف ليقوم بذلك سيفقد تفوقه الأخلاقي، كما أن نتيجة مثل هذه العمليات التي تقوم بها إسرائيل اليوم –والدليل ما وقع في حربها على لبنان- لا تأتي غالبا بما تشتهيه إسرائيل.
وانتهت الصحيفة إلى أن الدم عندما يراق لا بد من العودة بعد ذلك إلى المفاوضات من حيث انتهت، أي المفاوضات على هدنة مع حماس التي وإن كانت تحكم غزة بالقوة إلا أنها قد فازت بالانتخابات الفلسطينية.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن هناك عدة وسطاء قد قدموا أنفسهم، وأنه فيما عدا المفاوضات لن يكون هناك سوى القتل ثم القتل في تكرار لا ينتهي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
دون المفاوضات لن يكون سوى القتل (الفرنسية) |
تساءلت صحيفة لاكروا ماذا يمكن أن يصنع المجتمع الدولي بشأن هذه الحرب في انتظار أن يتبوأ الرئيس الأميركي الجديد مكانه؟ وردت بأن على هذا المجتمع أن يندد بالعنف دون أن تحدد مصدره، وأن عليه أن يسعى إلى وقف لإطلاق النار.
وعرضت الصحيفة أجوبة لأسئلة كانت قد وجهتها إلى خبير بالشرق الأوسط قال إنه من أجل رد الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات لا بد من إقناع الفلسطينيين أولا بالاتفاق فيما بينهم.
وقال الخبير إن فتح وحماس إذا تمكنتا من اتفاق فعلى الأوروبيين أن يقبلوا به، وعليهم أن لا يرفضوه كما فعلوا من قبل سنة 2007 عندما أقام الفلسطينيون حكومة مصالحة وطنية.
وأوضح الخبير أنه لا بد من فعل كبير، مثل مؤتمر دولي كالذي وقع في مدريد سنة 1991، وقال إنه لا بد أن تقدم في هذا المؤتمر مبادرات شجاعة كالتي رددتها فرنسا أخيرا بإرسال قوات فصل إلى المنطقة.
وردا على سؤال هل يمكن الحوار مع حماس قال الخبير إن الأمر معقد لأن المعتدلين من حماس فقدوا السلطة لصالح الذين يميلون إلى استخدام القوة، ولكن حماس مع ذلك حركة وطنية مهما كانت إسلامية، وهي تريد دولة فلسطينية، غير أن ذلك هو ما لم يرد الأوروبيون للأسف رؤيته من قبل.
وأضاف أن حماس فازت سنة 2006 بانتخابات شفافة، وأن الأوروبيين رفضوا أي اتصال بها، وبذلك قضوا على إمكانية تحولها إلى تنظيم أكثر براغماتية، فضيعوا فرصة دمجها في اللعبة.
وعلق الخبير على مدى اهتمام الرئيس الأميركي المقبل بالموضوع الفلسطيني قائلا عن باراك أوباما إنه سيهتم أكثر بالموضوع الأفغاني والعراقي والإيراني، وإنه يدعم رؤية الدولتين التي قدمها سلفه، وإنه لم يتحدث في هذا الموضوع من قبل بصورة مطولة.
وانتهى الخبير إلى أن على أوباما أن يتدخل في هذا الموضوع لأنه أصبح ناضجا وقابلا للتحريك، خاصة أن سوريا لا تشكل عائقا وأن إيران تنتظره باهتمام كبير.