من منا لايحب رفقة المصطفى عليه الصلاة والسلام
وهذه الرفقة في جنان النعيم مع الشهداء والصديقين وسبل الوصول لهذه الرفقة
ميسر وبسيط لمن يسرها الله عليه
وتتخلص في هذه القاعدة التي وضحها لنا الله سبحانه وتعالى
(ومن
يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69) ذلك الفضل من الله وكفى بالله
عليما (70) النساء
و قد فسر ابن كثير هذه الآية كالتالي:
أي
من عمل بما أمره الله به ورسوله وترك ما نهاه الله عنه ورسوله فإن الله عز
وجل
يسكنه دار كرامته ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة وهم
الصديقون ثم
الشهداء ثم عموم المؤمنين وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم
وعلانيتهم ثم أثنى عليهم
تعالى فقال وحسن أولئك رفيقا
ولهذه الآية سبب نزول ذكره لنا المفسرون
قال
ابن جرير: حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة
عن
سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو محزون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يا فلان مالي أراك محزونا"
فقال يا نبي الله
شيء فكرت فيه فقال ما هو؟ قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر
إلى وجهك ونجالسك
وغدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك فلم يرد عليه النبي
صلى الله عليه وسلم شيئا فأتاه
جبريل بهذه الآية " ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
"الآية فبعث النبي صلى الله
عليه وسلم فبشره.
وقد روي مرفوعا من وجه آخر فقال أبو
بكر بن مردويه: حدثنا عبدالرحيم بن محمد بن مسلم
حدثنا إسماعيل بن أحمد بن
أسيد حدثنا عبدالله بن عمران حدثنا فضيل بن عياض عن منصور
عن إبراهيم عن
الأسود عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول
الله: إنك لأحب إلي من نفسي وأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإنى لأكون
في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت
أنك إذا دخلت الجنة
رفعت مع النبيين وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم
يرد عليه النبي صلىالله عليه وسلم
حتى نزلت عليه ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا وهكذا رواه الحافظ أبو عبدالله المقدسي
في كتابه في صفة الجنة من طريق الطبراني عن أحمد بن عمرو بن مسلم الخلال
عن عبدالله بن
عمران العابدي به ثم قال: لا أرى بإسناده بأسا والله أعلم
طاعة
الله والاستقامة بالطريق هي سبيل الوصول لرفقة محمد صلى الله عليه وسلم
فلنسمع كيف أرشد النبي عليه السلام من سأله رفقته في الجنه
ثبت
في صحيح مسلم من حديث عقل بن زياد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي
سلمة بن عبدالرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت عند
النبي
صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل فقلت: يا رسول
الله
أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت: هو ذاك قال "فأعني على نفسك
بكثرة السجود"
أخوتي في الله هل تخيلتم أنفسكم تجالسوا رسول الله و الصحابة في الجنة
هل بعد ما قرأتم ترون كم هو قريب منكم هذا الحلم
أسأل الله لي و لكم مرافقة الرسول صلى الله عليه و سلم في الجنة مع
شدة الشوق للقاءه سبحانه و تعالى و النظر الى وجهه الكريم