[ فضل الأعمال الصالحة في الدنيا قبل الآخرة
إنّ الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله
فلن تجد له وليا مرشدا .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير أنفرد بالجلال و الجمال و
تنزه عن النقص و الشبيه و المثال تقدست أسماءه و تعاظمت صفاته وتعالى ربنا
علوا كبيرا فله الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع و له الحمد على كل
حال .
و أشهد أنّ سيدنا و حبيبنا و عظيمنا و قائدنا و معلمنا
محمد عبد الله و رسوله سيد العاملين
وصفيه من خلقه ووليه بلغ الرسالة و
أدى الأمانة و نصح لهذه الأمة وكشف عنها الغمة و تركها على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلِّ ياربّ و سلّم عليه و على آله و
صحبه و زوجاته و على من اهتدى بهدية إلى يوم الدين و بعد :
فإنّ
من فضل الله علينا و على النّاس أنّ للأعمال الصالحة فوائد في الدنيا قبل
يوم القيامة يوم الفوز الأكبر للعاملين ,لذلك حري بكل مسلم أن يكثر من
الأعمال الصالحة ليفوز يوم القيامة و ينجه الله بها من ورطات الدنيا إذا
أدارت له ظهر المجن .
أخرج الإمام البخاري و مسلم في صحيحيهما عن
ابن عمر رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( انطلق
ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من
الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو
الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا
أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى
ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو
مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا
غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه
الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال
الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأدرتها عن نفسها فامتنعت
مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن
تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض
الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي
وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن
فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله
عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل
واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين
فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر
والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه
كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج
عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ).
قال الحافظ ابن حجر
في الفتح : لم يخرج الشيخان هذا الحديث إلا من رواية بن عمر وجاء بإسناد
صحيح عن أنس أخرجه الطبراني في الدعاء من وجه آخر حسن وبإسناد حسن عن أبي
هريرة وهو في صحيح بن حبان وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة وعن
النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد والبزّار وكلها عند
الطبراني وعن علي وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وبن أبي أوفى
بأسانيد ضعيفة وقد استوعب طرقه أبو عوانة في صحيحه والطبراني في الدعاء
واتفقت الروايات كلها على أن القصص الثلاثة في الأجير والمرأة والأبوين إلا
حديث عقبة بن عامر ففيه بدل الأجير أن الثالث قال كنت في غنم أرعاها فحضرت
الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى
فرغت فلو كان إسناده قويا لحمل على تعدد القصة.
أخي المسلم تمعن
في سماع هذا الحديث تجده بلسما لجراحك و هدى لحيرتك عندما يحاط بك
و
أنت لا تدري أين المفر و هو أقرب إليك من كل شيء لا مفر إلا إلى الله وحده .
فاحرص على أن تكون لك أعمال صالحة ذخيرة تستعملها وقت الشّدة كما نبه
على ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم تعرف على في الرخاء يعرفك في الشّدة
). شريطة أن تكون الأعمال خالصة لوجه الله الكريم .
و أعلم أنّ هذا
الحديث يشمل أمورا عديدة تفيدك منها:
-1- فضل الإخلاص في العمل يجعله
نافعا في الدنيا و الآخرة و غيره يكون هباء منثورا.
-2- وفضل بر
الوالدين وخدمتهما و إيثارهما على الولد والأهل وتحمل المشقة لأجلهما.
-3-
فضل العفة والانكفاف عن الحرام مع القدرة وأن ترك المعصية يمحو مقدمات
طلبها وأن التوبة تجب ما قبلها.
-4- وفضل أداء الأمانة لأهلها كما فعل
صاحب الأجير.
-5- فيه إثبات كرامات الأولياء و هو مذهب أهل الحق لتحرك
الصخرة بأمر الله تعالى.
-6- وفيه الإخبار عما جرى للأمم الماضية ليعتبر
السامعون بأعمالهم فيُعمل بحسنها ويُترك سيئها.
-7- يُستحب للإنسان أن
يدعو حال كربه بصالح عمله و يتوسل به إلى الله تعالى لأنّ النّبي صلّى الله
عليه و سلّم ذكرهم في معرض الثناء عليهم و جميل فضائلهم .و لنأخذ مثلا على
ذلك من الأعمال الصالحة بر الوالدين.
غذوتك مولودا ومنتك
يافعـا تعل بما اجني عليك وتنهـل
إذا ليلة ضافتك بالسقم
لم أبت لقمك إلا ساهـرا أتملمــل
كأني أنا المطروق دونك
بالذي طرقت به دوني فعيني تهمــل
تخاف الردى نفسي عليك
وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجـل
فلما بلغت السن والغاية
التي غليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضــل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجار المصاقب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم
تكن علي بمال دون مالك تبخـل
إنّ للوالدين في الإسلام
مكانة لا يجهلها إلا جاحد , فقد ثنى بها الله تعالى بعد أمره بعبادته فقال
الله تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين
إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون البقرة (83).
واعبدوا
الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما
ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. النساء (36)
قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا
تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها
وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم
تعقلون الأنعام (151)
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين
إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما
وقل لهما قولا كريما .الإسراء (23). واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24)
أمر تعالى عباده بالترحم على
آبائهم والدعاء لهم وأن ترحمهما كما رحماك وترفق بهما كما رفقا بك إذ ولياك
صغيرا جاهلا محتاجا فآثراك على أنفسهما وأسهرا ليلهما وجاعا وأشبعاك
وتعريا وكسواك فلا تجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كنت فيه من
الصغر فتلي منهما ما وليا منك ويكون لهما حينئذ فضل التقدم عليك.
قال
القرطبي : قوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا } أي وأمرناه بالوالدين إحسانا
وقرن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد لأن النشأة الأولى من
عند الله والنشء الثاني ـ وهو التربية ـ من جهة الوالدين ولهذا قرن تعالى
الشكر لهما بشكره فقال : { أن اشكر لي ولوالديك } والإحسان إلى الوالدين :
معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما وامتثال أمرهما والدعاء بالمغفرة بعد
مماتهما وصلة أهل ودهما.
قال العلماء : فأحق الناس بعد الخالق المنان
بالشكر والإحسان والتزام البر والطاعة له والإذعان من قرن الله الإحسان
إليه بعبادته وطاعته وشكره بشكره وهما الوالدان فقال تعالى : { أن اشكر لي
ولوالديك } [ لقمان : 14 [
وأما الإحسان فقد قال علماؤنا : الإحسان
مصدر أحسن يحسن إحسانا ويقال على معنيين : أحدهما متعد بنفسه كقولك : أحسنت
كذا أي حسنته وكملته وهو منقول بالهمزة من حسن الشيء .
وثانيهما متعد
بحرف جر كقولك : أحسنت إلى فلان أي أوصلت إليه ما ينتفع به
قلت : وهو في
هذه الآية مراد بالمعنيين معا فإنه تعالى يحب من خلقه إحسان بعضهم إلى بعض
حتى أن الطائر في سجنك والسنور في دارك لا ينبغي أن تقصر تعهده بإحسانك
وهو تعالى غني عن إحسانهم ومنه الإحسان والنعم والفضل والمنن. فالسعيد الذي
يبادر اغتنام فرصة برهما لئلا تفوته بموتهما فيندم على ذلك الشقي من عفهما
لا سيما من بلغه الأمر ببرهمالأن رفضهما رفض كفر النعمة وجحد التربية.
و الآيات كثيرة في هذا الأمر مشهورة كلّها تحث المسلم الصالح الذي يريد أن
يفوز برضى الله تعالى أن يحسن لوالديه وأن يبـرّهما و لنترك النبي صلّى
الله عليه و سلّم يتحدث عن حقوقهما فهو خير المتحدثين :
1-برهما : أن
برهما موافقتهما على أغراضهما وعلى هذا إذا لم يكن ذلك الأمر معصية وإن كان
ذلك المأمور به من قبيل المباح في أصله وكذلك إذا كان من قبيل المندوب وقد
ذهب بعض الناس إلى أن أمرهما بالمباح يصيره في حق الولد مندوبا إليه
وأمرهما بالمندوب يزيده تأكيدا في ندبيتهفعن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال
الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين ... .رواه البخاري ومسلم.
وإن
كانا مشركين فقد اختلفوا في الوالدين المشركين هل يخرج بإذنهما إذا كان
الجهاد من فروض الكفاية فكان الثوري يقول : لا يغزو إلا بإذنهما وقال
الشافعي : له أن يغزو بغير إذنهما قال ابن المنذر : والأجداد آباء والجدات
أمهات فلا يغزو المرء إلا بإذنهم ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة
وسائر القرابات وكان طاوس يرى السعي على الأخوات أفضل من الجهاد في سبيل
الله عز وجل.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت علي أمي
وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك
رواه
البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه قالت قدمت علي أمي راغبة في عهد قريب وهي
راغمة مشركة فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة أفأصلها
قال نعم صلي أمك
راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها راغمة
أي كارهة للإسلام و يدخل فيه كل ما هو بعده.
-- استئذانهما في كل
الأمور: وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى نبي
الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال
فيهما فجاهد.
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
-- هما
جنتك أو نارك :وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله ما حق
الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك .رواه ابن ماجه.
-- طاعتهما
في كل ما لا مخالفة للشرع فيه: روى ابن حبان في صحيحه ولفظه أن رجلا أتى
أبا الدرداء فقال إن أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها قال
ما أنا بالذي آمرك أن تعق والديك ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك
إن شئت حدثتك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول الوالد
أوسط أبواب الجنة فحافظ على ذلك الباب إن شئت أو دع قال فأحسب عطاء قال
فطلقها.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر
يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقها.
رواه أبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح.
وتطليق المرأة طاعة للوالدين إذا كان السبب صحيحا الذي لأجله طلب
الوالد من ابنه تطليق زوجته كسوء الخلق أو ضعف دين أو تدفعه لعقوق والديه
أما إذا لم يكن السبب مشروعا فلا طاعة.
-- عدم سب آباء الغير حتى لا
يُسبّ أبواك: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه
قالوا يا رسول الله
وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
.رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
-- عدم عقّهما لأنّها من
الكبائر: عقوق الوالدين هو مخالفتهما في أغراضهما الجائزة لهما
وعن أبي
بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين...
رواه البخاري ومسلم والترمذي.
هذا في حياتهما أما بعد موتهما:
فعن
أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال بينا نحن جلوس عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي
من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار
لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام
صديقهمارواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال الرجل
ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه قال فاعمل به.
أما الفوائد التي
تجنيها من بر الوالدين فكثيرة :
-1- رضا الله تعالى : وعن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا
الوالد وسخط الله في سخط الوالد
رواه الترمذي ورجح وقفه وابن حبان في
صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
-2- باب للتوبة: وعن ابن عمر رضي
الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال إني أذنبت ذنبا
عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم
قال فبرها
رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما
قالا هل لك والدان بالتثنية وقال الحاكم صحيح على شرطهما.
-3- سبب
لدخول الجنة: وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال
أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم رجلها فثم الجنة رواه
الطبراني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال إن لي امرأة
وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه
رواه ابن ماجه
والترمذي واللفظ له وقال ربما قال سفيان أمي وربما قال أبي قال الترمذي
حديث صحيح.
فاللهم بارك في أعمالنا و اجعلها خالصة لوجهك الكريم ,و
اجعلنا من العاملين لكل أنواع الخير يا أرحم الراحمين ,اللهم اغفر ذنوبنا و
إسرافنا في أمرنا و تب عنا و اجعلنا من المهتدين,سبحان ربك رب العزة عما
يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
تأليف الأستاذ: مصطفى حنانشة
إنّ الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله
فلن تجد له وليا مرشدا .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير أنفرد بالجلال و الجمال و
تنزه عن النقص و الشبيه و المثال تقدست أسماءه و تعاظمت صفاته وتعالى ربنا
علوا كبيرا فله الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع و له الحمد على كل
حال .
و أشهد أنّ سيدنا و حبيبنا و عظيمنا و قائدنا و معلمنا
محمد عبد الله و رسوله سيد العاملين
وصفيه من خلقه ووليه بلغ الرسالة و
أدى الأمانة و نصح لهذه الأمة وكشف عنها الغمة و تركها على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلِّ ياربّ و سلّم عليه و على آله و
صحبه و زوجاته و على من اهتدى بهدية إلى يوم الدين و بعد :
فإنّ
من فضل الله علينا و على النّاس أنّ للأعمال الصالحة فوائد في الدنيا قبل
يوم القيامة يوم الفوز الأكبر للعاملين ,لذلك حري بكل مسلم أن يكثر من
الأعمال الصالحة ليفوز يوم القيامة و ينجه الله بها من ورطات الدنيا إذا
أدارت له ظهر المجن .
أخرج الإمام البخاري و مسلم في صحيحيهما عن
ابن عمر رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( انطلق
ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من
الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو
الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا
أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى
ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو
مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا
غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه
الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال
الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأدرتها عن نفسها فامتنعت
مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن
تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض
الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي
وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن
فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله
عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل
واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين
فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر
والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه
كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج
عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ).
قال الحافظ ابن حجر
في الفتح : لم يخرج الشيخان هذا الحديث إلا من رواية بن عمر وجاء بإسناد
صحيح عن أنس أخرجه الطبراني في الدعاء من وجه آخر حسن وبإسناد حسن عن أبي
هريرة وهو في صحيح بن حبان وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة وعن
النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد والبزّار وكلها عند
الطبراني وعن علي وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وبن أبي أوفى
بأسانيد ضعيفة وقد استوعب طرقه أبو عوانة في صحيحه والطبراني في الدعاء
واتفقت الروايات كلها على أن القصص الثلاثة في الأجير والمرأة والأبوين إلا
حديث عقبة بن عامر ففيه بدل الأجير أن الثالث قال كنت في غنم أرعاها فحضرت
الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى
فرغت فلو كان إسناده قويا لحمل على تعدد القصة.
أخي المسلم تمعن
في سماع هذا الحديث تجده بلسما لجراحك و هدى لحيرتك عندما يحاط بك
و
أنت لا تدري أين المفر و هو أقرب إليك من كل شيء لا مفر إلا إلى الله وحده .
فاحرص على أن تكون لك أعمال صالحة ذخيرة تستعملها وقت الشّدة كما نبه
على ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم تعرف على في الرخاء يعرفك في الشّدة
). شريطة أن تكون الأعمال خالصة لوجه الله الكريم .
و أعلم أنّ هذا
الحديث يشمل أمورا عديدة تفيدك منها:
-1- فضل الإخلاص في العمل يجعله
نافعا في الدنيا و الآخرة و غيره يكون هباء منثورا.
-2- وفضل بر
الوالدين وخدمتهما و إيثارهما على الولد والأهل وتحمل المشقة لأجلهما.
-3-
فضل العفة والانكفاف عن الحرام مع القدرة وأن ترك المعصية يمحو مقدمات
طلبها وأن التوبة تجب ما قبلها.
-4- وفضل أداء الأمانة لأهلها كما فعل
صاحب الأجير.
-5- فيه إثبات كرامات الأولياء و هو مذهب أهل الحق لتحرك
الصخرة بأمر الله تعالى.
-6- وفيه الإخبار عما جرى للأمم الماضية ليعتبر
السامعون بأعمالهم فيُعمل بحسنها ويُترك سيئها.
-7- يُستحب للإنسان أن
يدعو حال كربه بصالح عمله و يتوسل به إلى الله تعالى لأنّ النّبي صلّى الله
عليه و سلّم ذكرهم في معرض الثناء عليهم و جميل فضائلهم .و لنأخذ مثلا على
ذلك من الأعمال الصالحة بر الوالدين.
غذوتك مولودا ومنتك
يافعـا تعل بما اجني عليك وتنهـل
إذا ليلة ضافتك بالسقم
لم أبت لقمك إلا ساهـرا أتملمــل
كأني أنا المطروق دونك
بالذي طرقت به دوني فعيني تهمــل
تخاف الردى نفسي عليك
وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجـل
فلما بلغت السن والغاية
التي غليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضــل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجار المصاقب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم
تكن علي بمال دون مالك تبخـل
إنّ للوالدين في الإسلام
مكانة لا يجهلها إلا جاحد , فقد ثنى بها الله تعالى بعد أمره بعبادته فقال
الله تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين
إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون البقرة (83).
واعبدوا
الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما
ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. النساء (36)
قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا
تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها
وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم
تعقلون الأنعام (151)
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين
إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما
وقل لهما قولا كريما .الإسراء (23). واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (24)
أمر تعالى عباده بالترحم على
آبائهم والدعاء لهم وأن ترحمهما كما رحماك وترفق بهما كما رفقا بك إذ ولياك
صغيرا جاهلا محتاجا فآثراك على أنفسهما وأسهرا ليلهما وجاعا وأشبعاك
وتعريا وكسواك فلا تجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كنت فيه من
الصغر فتلي منهما ما وليا منك ويكون لهما حينئذ فضل التقدم عليك.
قال
القرطبي : قوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا } أي وأمرناه بالوالدين إحسانا
وقرن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد لأن النشأة الأولى من
عند الله والنشء الثاني ـ وهو التربية ـ من جهة الوالدين ولهذا قرن تعالى
الشكر لهما بشكره فقال : { أن اشكر لي ولوالديك } والإحسان إلى الوالدين :
معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما وامتثال أمرهما والدعاء بالمغفرة بعد
مماتهما وصلة أهل ودهما.
قال العلماء : فأحق الناس بعد الخالق المنان
بالشكر والإحسان والتزام البر والطاعة له والإذعان من قرن الله الإحسان
إليه بعبادته وطاعته وشكره بشكره وهما الوالدان فقال تعالى : { أن اشكر لي
ولوالديك } [ لقمان : 14 [
وأما الإحسان فقد قال علماؤنا : الإحسان
مصدر أحسن يحسن إحسانا ويقال على معنيين : أحدهما متعد بنفسه كقولك : أحسنت
كذا أي حسنته وكملته وهو منقول بالهمزة من حسن الشيء .
وثانيهما متعد
بحرف جر كقولك : أحسنت إلى فلان أي أوصلت إليه ما ينتفع به
قلت : وهو في
هذه الآية مراد بالمعنيين معا فإنه تعالى يحب من خلقه إحسان بعضهم إلى بعض
حتى أن الطائر في سجنك والسنور في دارك لا ينبغي أن تقصر تعهده بإحسانك
وهو تعالى غني عن إحسانهم ومنه الإحسان والنعم والفضل والمنن. فالسعيد الذي
يبادر اغتنام فرصة برهما لئلا تفوته بموتهما فيندم على ذلك الشقي من عفهما
لا سيما من بلغه الأمر ببرهمالأن رفضهما رفض كفر النعمة وجحد التربية.
و الآيات كثيرة في هذا الأمر مشهورة كلّها تحث المسلم الصالح الذي يريد أن
يفوز برضى الله تعالى أن يحسن لوالديه وأن يبـرّهما و لنترك النبي صلّى
الله عليه و سلّم يتحدث عن حقوقهما فهو خير المتحدثين :
1-برهما : أن
برهما موافقتهما على أغراضهما وعلى هذا إذا لم يكن ذلك الأمر معصية وإن كان
ذلك المأمور به من قبيل المباح في أصله وكذلك إذا كان من قبيل المندوب وقد
ذهب بعض الناس إلى أن أمرهما بالمباح يصيره في حق الولد مندوبا إليه
وأمرهما بالمندوب يزيده تأكيدا في ندبيتهفعن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال
الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين ... .رواه البخاري ومسلم.
وإن
كانا مشركين فقد اختلفوا في الوالدين المشركين هل يخرج بإذنهما إذا كان
الجهاد من فروض الكفاية فكان الثوري يقول : لا يغزو إلا بإذنهما وقال
الشافعي : له أن يغزو بغير إذنهما قال ابن المنذر : والأجداد آباء والجدات
أمهات فلا يغزو المرء إلا بإذنهم ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة
وسائر القرابات وكان طاوس يرى السعي على الأخوات أفضل من الجهاد في سبيل
الله عز وجل.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت علي أمي
وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك
رواه
البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه قالت قدمت علي أمي راغبة في عهد قريب وهي
راغمة مشركة فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة أفأصلها
قال نعم صلي أمك
راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها راغمة
أي كارهة للإسلام و يدخل فيه كل ما هو بعده.
-- استئذانهما في كل
الأمور: وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى نبي
الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال
فيهما فجاهد.
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
-- هما
جنتك أو نارك :وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله ما حق
الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك .رواه ابن ماجه.
-- طاعتهما
في كل ما لا مخالفة للشرع فيه: روى ابن حبان في صحيحه ولفظه أن رجلا أتى
أبا الدرداء فقال إن أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها قال
ما أنا بالذي آمرك أن تعق والديك ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك
إن شئت حدثتك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول الوالد
أوسط أبواب الجنة فحافظ على ذلك الباب إن شئت أو دع قال فأحسب عطاء قال
فطلقها.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر
يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقها.
رواه أبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح.
وتطليق المرأة طاعة للوالدين إذا كان السبب صحيحا الذي لأجله طلب
الوالد من ابنه تطليق زوجته كسوء الخلق أو ضعف دين أو تدفعه لعقوق والديه
أما إذا لم يكن السبب مشروعا فلا طاعة.
-- عدم سب آباء الغير حتى لا
يُسبّ أبواك: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه
قالوا يا رسول الله
وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
.رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
-- عدم عقّهما لأنّها من
الكبائر: عقوق الوالدين هو مخالفتهما في أغراضهما الجائزة لهما
وعن أبي
بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين...
رواه البخاري ومسلم والترمذي.
هذا في حياتهما أما بعد موتهما:
فعن
أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال بينا نحن جلوس عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي
من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار
لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام
صديقهمارواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال الرجل
ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه قال فاعمل به.
أما الفوائد التي
تجنيها من بر الوالدين فكثيرة :
-1- رضا الله تعالى : وعن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا
الوالد وسخط الله في سخط الوالد
رواه الترمذي ورجح وقفه وابن حبان في
صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
-2- باب للتوبة: وعن ابن عمر رضي
الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال إني أذنبت ذنبا
عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم
قال فبرها
رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما
قالا هل لك والدان بالتثنية وقال الحاكم صحيح على شرطهما.
-3- سبب
لدخول الجنة: وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال
أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم رجلها فثم الجنة رواه
الطبراني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال إن لي امرأة
وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه
رواه ابن ماجه
والترمذي واللفظ له وقال ربما قال سفيان أمي وربما قال أبي قال الترمذي
حديث صحيح.
فاللهم بارك في أعمالنا و اجعلها خالصة لوجهك الكريم ,و
اجعلنا من العاملين لكل أنواع الخير يا أرحم الراحمين ,اللهم اغفر ذنوبنا و
إسرافنا في أمرنا و تب عنا و اجعلنا من المهتدين,سبحان ربك رب العزة عما
يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
تأليف الأستاذ: مصطفى حنانشة