بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تحولت إلى آلة؟ لا أدري، عندما كنت صغيرا كان من السهل علي حفظ أي شيء بعد قراءته ثلاث مرات على الأكثر، بل وحل المسائل الرياضية بمجرد النظر حتى مسائل المصفوفات والمحددات دون الحاجة للكتابة على الورق وعمل الحسابات، والآن أعمل في مجال الكمبيوتر، ولا أدري حتى أبسط الحسابات، أحتاج فيها إلى استعمال الحاسب، ولا أدري هل تحولت إلى آلة؟ وهل تقلصت قواي العقلية مع استخدام الحاسب؟ وما الطريق للحفاظ على قدراتي الذهنية التي - ولا شك - في أشد الحاجة إليها؟.
الحــــــــــــــــــــــل
الأخ السائل، ليس هناك قاعدة عامة التطبيق بنسبة مائة في المائة، لكن بصفة عامة فإن القدرة على التركيز والاستذكار والحفظ تقل مع تقدم العمر، وتكون أكثر قوة في الصغر، وذلك لقلة الاهتمامات، والصفاء الذهني والنفسي، وانشغال الإنسان في التفكير في أمر الاستذكار فقط، بعكس ما يحدث مع تقدم الإنسان في العمر.
ولهذا الذي ذكرت أيضًا جانب كبير من الصحة؛ إذ مع توقف الإنسان عن استخدام العقل والاعتماد على التقنيات الحديثة مع الانشغال بطلب الرزق تقل قدرة الإنسان على الحفظ والاستذكار، وإجراء العمليات الحسابية، وهذا في جميع المجالات، وليس في مجال استخدام الكمبيوتر فقط، وإن كان في مجال الكمبيوتر أكثر شيوعًا عن غيره من المجالات.
لذا، فإن العقل بعد فترة يحتاج إلى (إعادة الشحن) أو التدريب مرة أخرى؛ فالذي لا يعلمه كثير من الناس أن هناك شبها كبيرًا بين العقل وبين عضلات الجسم من ناحية التدريب، والتوقف عنه، لكن أن يقال: إن هذا التقلص غير قابل للعلاج والتغيير مرة أخرى فلا، إلا في بعض الحالات المرضية النادرة التي تأتي عادةً في سن الشيخوخة (فوق سن الخامسة والستين) كمرض "الألزهايمر" مثلاً.
والعلاج في حالتك هو استمرار التدريب الخفيف المتدرج كالقيام بعملية استذكار لأبنائك أو أقربائك؛ فهذا من أكثر ما يعطي للإنسان نوعًا من التنشيط الذهني.
ويكون أيضًا بكف المشتتات التي تسبب لك ضعفًا في التركيز؟
وينبغي في النهاية عمل بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد بعض الأمراض العضوية البسيطة التي تسبب ضعفًا في التركيز، كالأنيميا وحالات الضعف العام والإجهاد الجسماني؛ فالعقل السليم في الجسم السليم.